0 %

حياة القطط على مر العصور

القطط هي واحدة من أقدم الحيوانات المستأنسة وأكثرها شيوعا في المجتمعات الحضرية حول العالم، ولها تاريخ طويل يتخلله العديد من الأحداث والتطورات التي أثرت على حياتها وتفاعلها مع البشر يمتد لآلاف السنين، فهي ليست مجرد حيوانات أليفة، بل لها تأثير كبير على الثقافات والحضارات على مر العصور. سنستكشف في هذا المقال حياة القطط هذا المقال حياة القطط عبر التاريخ وكيف تغيرت وتطورت مع مرور الزمن .

 

القطط عبر التاريخ

في العصور القديمة، اهتمت العديد من الحضارات بالقطط ورعايتها، ووصل الأمر إلى تقديسها لدى بعض الشعوب والحضارات. فيما يلي نظرة على أشهر الحضارات القديمة التي استأنست القطط واهتمت برعايتها

حضارة بلاد الرافدين

احدى أولى الحضارات التي قامت باستئناس القطط هي حضارة بلاد الرافدين -العراق حالياً- حيث يوثق التاريخ ان القطط عاشت بين البشر في تلك المنطقة منذ عام ۱۰۰۰۰0 قبل الميلاد، وأن شعوب حضارة بلاد الرافدين قاموا باستئناس القطط منذ عام ۱۲٠٠٠ قبل الميلاد. وفي الأعوام العشرة الماضية، اسفرت العديد من التنقيبات الأثرية عن أدلة تثبت قيام المزارعين في تلك المنطقة بتربية القط البري للشرق الأدنى، وهو الفصيلة الأقرب للقطط المنزلية في الزمن الحديث، على الأرجح بهدف مكافحة الحشرات التي تجتذبها المزروعات.

الحضارة الفرعونية

جاءت بعد ذلك الحضارة الفرعونية والتي قدست القطط وعبدتها كمخلوقات رمزية تحمي من الأرواح الشريرة والامراض، وكانت تحظى بمعاملة خاصة ورعاية كبيرة، حيث اشتملت العديد من البرديات القديمة والمعابد على رسومات للإلهة باستيت والتي تتجلى على هيئة قطة تحمي وتقي رعاياها من المخاطر المختلفة، وهي إحدى أشهر الآلهة المصرية القديمة. ونبعا من هذا التقديس، قام المصريون القدماء بوضع قوانين صارمة لمعاقبة أي شخص يلحق الأذى بالقطط أو يساعد على تهريبها خارج الأراضي المصرية، ووصلت صرامة تلك القوانين إلى توقيع عقوبة الإعدام على المخالفين لها.

الحضارة الفارسية

وللقطط أهمية كبيرة أيضا في الحضارة الفارسية التي تروي أساطيرها أن القط مخلوق سحري منح لأحد الأبطال لمكافأته على شجاعته وبسالته

الحضارة الرومانية والاغريقية

وفي الحضارات الإغريقية والرومانية اكتسبت القطط أيضاً مكانة كبيرة، حيث كانت ترمز إلى الحكمة والحظ الجيد والحرية والاستقلالية، حيث كانت تصاحب الجيوش الرومانية في حملاتهم العسكرية لحماية الإمدادات الغذائية للجيش من القوارض والحد من نشر الأمراض. وكانت القطط هي الحيوان الوحيد الذي يسمح له الرومان بالتواجد داخل المنازل.

الحضارة اليابانية

اهتمت الحضارة اليابانية القديمة بالقطط أيضا ولكن لأسباب مختلفة، حيث اكتشف اليابانيون القدماء والنساك البوذيين الدور الحيوي الذي تلعبه القطط في حماية الكتب والمخطوطات في المعابد من الفئران والقوارض، لذا اهتموا برعايتها، واعتبروها رمزا للحظ الجيد والخير وسعة الرزق حتى يومنا هذا في العصور الوسطى، تغيرت نظرة المجتمع نحو القطط. حيث اعتبرت في بعض الثقافات رمزا للسحر والشر، وتعرضت للاضطهاد والقتل الجماعي في بعض الاحيان. أما في العصور الحديثة، ارتفعت شعبية القطط مرة أخرى. وأصبحت القطط حيوانات أليفة محبوبة في معظم الثقافات، وتطورت علاقة الإنسان بالقطط إلى علاقة متبادلة من المودة والرعاية. وأصبحت القطط تعتبر رفيقا مثاليا للأفراد والعائلات

الفوائد التي تعم علينا من تواجد القطط

أثبتت الدراسات أن القطط تمتلك قدرات شفاء فريدة. حيث تستطيع أن تساعد في تخفيف الألم والتوتر لدى الأشخاص. لذلك، يتم استخدام القطط في العديد من البرامج التربوية والعلاجية في المستشفيات والمراكز الصحية. كما تساعد القطط على السيطرة على القوارض كالفئران والجرذان التي تنشر الأمراض وتلحق الضرر بالمزروعات

وقد ذكرت العديد من الأبحاث ان القطط تساعد على تقليل مستويات التوتر والطاقة السلبية لدى الإنسان وبالتالي تحسين الصحة العقلية. كما تعتبر القطط من أفضل الحيوانات الأليفة التي تساعد كبار السن على تحسين أسلوب حياتهم، حيث إنها لا تتطلب مجهود كبير في العناية بها. وتساعد القطط على تعزيز قيم الرحمة وتحمل المسئولية عند الأطفال.

تأثير القطط على التوازن البيئي

في البداية، كانت القطط تعيش في البرية وتعتبر من أمهر الصيادين. وكانت تلعب دوراً محورياً في التحكم في القوارض والحشرات الضارة، مما جعلها شريكا ثمينًا للبشر في الزراعة والمجتمعات القروية .ومع مرور الوقت، بدأ الإنسان في ترويض القطط واستخدامها كحيوانات أليفة .وتم تطوير سلالات مختلفة من القطط، مثل القطط الفارسية والسيامية، والتي تعتبر قططا فريدة من نوعها بسبب مظهرها وسلوكها الخاص

ماذا يحدث لو اختفت القطط من حياتنا

أثبتت دراسات علمية عديدة أهمية وجود القطط في النظام البيئي لما قد يتسبب غيابها في عواقب كارثية متتابعة تشمل تضاعف أعداد القوارض، مما سوف يؤدي لانتشار الامراض الخطيرة التي تنقلها الفئران والجرذان، وفساد المحاصيل الزراعية، وتراجع أعداد الطيور التي تتغذى القوارض على بيضها، وما قد يتبع ذلك من عواقب بيئية جسيمة تؤثر على حياة كافة الكائنات الحية على كوكب الأرض.
باختصار، حياة القطط تعكس تطور المجتمع البشري على مر العصور. من كونها صيادين بريين وصولاً إلى أن تصبح رفيقا مهما في حياتنا اليومية. تستحق الاحترام والرعاية، فهي ليست مجرد حيوانات أليفة، بل تمتلك تاريخا طويلا من التأثير الإيجابي على حياة الإنسان.

 

المصادر:

https://www.boehringer-ingelheim.com/animal-health/animal-health-news/history-cats#:~:text=The%20ancient%20Egyptians%20began %20domesticating,%2Dfeline%2C%20half%2Dwoman

https://www.discovermagazine.com/the-sciences/even-ancient-civilizations-loved-cats

https://fussiecat.com/cats-in-the-ancient-world

https://www.worldhistory.org/article/466/cats-in-the-ancient-world

 
error: المحتوى محمي !!